لو نقلوني.. هموت
محمد حُزين
If They Move Me ... I Die
Mohamed Hozyen
لو نقلوني.. هموت
محمد حُزين
If They Move Me ... I Die
Mohamed Hozyen
Egypt
مصر

In 2011, the Egyptian authorities decided to demolish all the old ‘informal’ residential buildings and districts across the country – unplanned areas have been inhabited for decades without the authorities getting involved. Since 2016, they have already razed the buildings .

My grandmother’s home in Cairo is one of the neighborhoods set to be demolished.

My grandmother has lived here since 1952, when she was 14 and married my grandfather. My own childhood and so many of my memories are from this home. My mother was raised here, and we visited often when I was a child. Now that my grandmother’s area is set to be demolished, I don’t want us both to have to experience another loss. My mother died in 2020. Losing 70 years of my grandmother's memories in this area is opening those wounds of grief all over again. It is like losing another part of myself.

My grandmother tells me, “I spent all of my life here in this house. This area has witnessed all of my ups and downs. This is where I started my life, had my children, and lived happy and sad moments. But now after my kids have left and have their own lives, I’m alone. But I still have my neighbors around me. I’m still surrounded by my neighborhood, the familiar sounds that go on until late into the night. I am old and tired now, I can barely stand and I really don’t want to leave my house. I own this house, why on earth would I leave it and pay rent for a place that isn’t my own? I don’t want to leave from here. This is my soul, my life, my everything. I would love to live in the dead silence instead of taking buildings down and forcing me to leave. My soul goes with this home and area. If they move me…I will die.”

 

في عام 2011، قررت السلطات المصرية  إزالة جميع المباني والأحياء السكنية القديمه و"العشوائية" في أنحاء البلاد كافة.  كانت هذه المناطق العشوائية مأهولة بالسكان منذ عقود دون تدخل السلطات. و فى عام 2016 تم البدء فى ازاله بعض المناطق فى انحاء الجمهوريه.

منزل جدتي في القاهرة يقع في أحد الأحياء المقرر إزالتها.

تعيش جدتي هنا منذ عام 1952، عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها وتزوجت من جدي. طفولتي والعديد من ذكرياتي من هذا المنزل. نشأت والدتي هنا، وكنا نزور جدتي كثيراً عندما كنت طفلاً. الآن، وقد تقرر إزالة المنطقة، لا أريد أن يتعرض كلانا لخسارة أخرى. توفيت والدتي في عام 2020، وفقدان 70 عاماً من ذكريات جدتي في هذه المنطقة يفتح أبواب الحزن من جديد. وكأنه فقدان جزء آخر من ذاتي.

قالت لي جدتي: "لقد قضيت كل حياتي في هذا المنزل. شهدت هذه المنطقة كل أفراحي وأحزاني. هذا هو المكان حيث بدأت حياتي، وأنجبت أطفالي، وعشت لحظات سعيدة وأخرى حزينة. ولكن الآن بعد أن رحل أولادي وصار لكل منهم حياته الخاصة، أصبحت وحيدة. لكن لا يزال جيراني حولي، وأعيش في الحي بين الأصوات المألوفة التي تستمر حتى وقت متأخر من الليل. أنا عجوز ومتعبة الآن، بالكاد أستطيع الوقوف ولا أريد مغادرة منزلي. أنا أمتلك هذا المنزل، فبأي منطق أتركه وأدفع إيجاراً لمكان ليس ملكي؟ لا أريد أن أغادر بيتي. هنا روحي وكل حياتي. أفضّل الموت على هدم المنزل وإجباري على المغادرة. روحي مُعلقة بهذا المنزل وهذه المنطقة. إذا نقلوني.. سأموت".

 

1 of 33
2 of 33

 

 

عندما قال الطبيب إن أيام والدتي معدودة، كنت عاجزاً عن الكلام، وظللت صامتاً لمدة أسبوع. بعد أسبوعين، تلقيت مكالمة من أخي: "محمد، تعال. شيء ما يحدث". سألته: "فقط أخبرني، هل هي حية أم ميتة؟" طلب مني العودة للمنزل على الفور. تركت كل شيء وركبت المترو. عندما وصلت، كانت قد غادرت عالمنا بالفعل. توقفت عن فعل أي شيء، ولم أقم بالتصوير على الإطلاق.

واصلت العيش في نفس المنزل مع أخي. عندما أعود إلى منزل فارغ، افتقد صوت والدتي. أحياناً، رغم رحيلها، أرى سريرها فارغاً وأسمعها تناديني: "محمد، هل عُدت؟"

 

3 of 33
4 of 33
5 of 33
6 of 33

 

 

بعد وفاة والدتي، دخلت جدتي، التي فقدت أربعة أطفال بالفعل، المستشفى لـ40 يوماً. ذهبتُ إلى منزل جدتي، مثلما كنت أفعل في طفولتي. رأيت كيف كانت تعيش، وكم كانت قوية بعد كل ما فقدته. كنت أسهر بعد العمل طوال الليل، و اعرف ميعاد نومها. أحياناً لا نتحدث، فقط نشاهد بعض الأشياء على التليفزيون.
 
كانت والدتي تطلب مني الزواج. الآن جدتي تكرر نفس الطلب، وتقول لي إنني بحاجة إلى تكوين عائلتي الخاصة، والحصول على منزلي الخاص. تقول إنني بحاجة إلى شخص يعتني بي عندما أكبر، مثلما كنت أعتني بوالدتي.
 
7 of 33
8 of 33
9 of 33
10 of 33
11 of 33
12 of 33

 

 

حياة جدتي بسيطة لكنها مرتبطة بمجتمعها. تبلغ من العمر 83 عاماً ولا تخرج من المنزل. خالاتي وأخوالي يجلبون لها الضروريات. إذا احتاجت شيئاً ما، تخرج إلى شرفتها وتنادي أحد المارة في الشارع، وترسل نقوداً له في سلة مربوطة بحبل لشراء ما تريد من الباعة في الحي. الجميع يعرفونها.
 
في الحي كله، من المقرر إزالة المباني لإفساح المجال للتطورات الجديدة. سيكون منزل جدتي هو التالي، وهي تخشى ألا تكون الحياة الجديدة ممكنة بالنسبة لها، إذا كان عليها الانتقال إلى المباني الجديدة التي يجري تشييدها، حيث يختلط الناس من مختلف الأحياء ليعيشوا معاً، فيما لا يعرف بعضهم البعض.
13 of 33
14 of 33
15 of 33
16 of 33
17 of 33

 

 

مقبرة عائلتنا مهددة بالإزالة أيضاً، اذا حدث هذا علينا فى ذلك الوقت نقل رفات أمي وأبي وعمي وجدي إلى أطراف المدينة، على بُعد ساعة ونصف. لم يحدث هذا لعائلتي فقط، لقد أدركت أنه يحدث في جميع أنحاء القاهرة. يأخذون الأماكن التي تحمل ذكرياتنا، ويحولونها إلى مبنى أو طريق سريع.

 

18 of 33
19 of 33
20 of 33
21 of 33
22 of 33
23 of 33

 

 

 

تستيقظ يوماً ما لترى علامة "X" على جدران منزلك. هذا يعني أنك التالي. في البداية يقطعون الماء ثم الكهرباء. يحفرون الأرض بالخارج بدون توقف حتى تشعر بالملل لدرجة تدفعك للرحيل. يأخذونك إلى مُجمع سكني كبير به أناس من جميع أنحاء القاهرة، حيث لا يعرفك أحد ولا أنت تعرف أحد، حيث لا روح.

 

24 of 33
25 of 33
26 of 33
27 of 33
28 of 33
29 of 33

 

 

 

أخشى أن أفقد حيّ جدتي. أريد توثيق كل لحظة في حياتها. أشعر أنها ضعيفة، لكنني أراها في كثير من الأحيان قوية جداً. يمكنها البقاء على قيد الحياة لسنوات أكثر. أرى أمي فيها.

 

الأهم من ذلك كله، أخشى أن أفقد جدتي. إذا أجبروها على مغادرة منزلها، فلن ترغب في الذهاب إلى أي مكان، سيكون هذا حكماً عليها بالموت.

 

إنه نوع آخر من الموت.

 

30 of 33
31 of 33
32 of 33
33 of 33
Mohamed Hozyen
Egypt

Mohamed Hozyen (b. 1984, Cairo, Egypt ) graduated from the Faculty of Arts Tourguide department at Ain Shams University. He began working as a photographer in 2016, with a focus on documenting daily life and social issues in Egypt. In 2020, he received a diploma in photojournalism from the Danish School of Media and Journalism in Denmark’s Cairo program.

The following year, Hozyen participated in the Canon Europe development program 2021.

محمد حُزين
مصر

محمد حُزين (مواليد 1984، القاهرة، مصر) تخرّج من كلية الآداب قسم الإرشاد السياحي، جامعة عين شمس. بدأ العمل مصوراً فوتوغرافياً في عام 2016، وركّز في عمله على توثيق الحياة اليومية والقضايا الاجتماعية في مصر. حصل عام 2020 على دبلوم في التصوير الصحفي من المدرسة الدنماركية للإعلام والصحافة في برنامج القاهرة الدنماركي 

شارك حُزين في برنامج Student Development من Canon للعام 2021.                                                                          

الموقع الإلكتروني
إنستغرام                                       

 
Mohamed Hozyen
Egypt

Mohamed Hozyen (b. 1984, Cairo, Egypt ) graduated from the Faculty of Arts Tourguide department at Ain Shams University. He began working as a photographer in 2016, with a focus on documenting daily life and social issues in Egypt. In 2020, he received a diploma in photojournalism from the Danish School of Media and Journalism in Denmark’s Cairo program.

The following year, Hozyen participated in the Canon Europe development program 2021.

محمد حُزين
مصر

محمد حُزين (مواليد 1984، القاهرة، مصر) تخرّج من كلية الآداب قسم الإرشاد السياحي، جامعة عين شمس. بدأ العمل مصوراً فوتوغرافياً في عام 2016، وركّز في عمله على توثيق الحياة اليومية والقضايا الاجتماعية في مصر. حصل عام 2020 على دبلوم في التصوير الصحفي من المدرسة الدنماركية للإعلام والصحافة في برنامج القاهرة الدنماركي 

شارك حُزين في برنامج Student Development من Canon للعام 2021.                                                                          

الموقع الإلكتروني
إنستغرام                                       

 
About the ADPP

The Arab Documentary Photography Program (ADPP) is an initiative that provides support and mentorship to photographers from across the Arab region. The Arab Fund for Arts and Culture in partnership with Magnum Foundation and the Prince Claus Fund established the ADPP to stimulate compelling work by Arab Photographers working across a range of experimental styles of storytelling.
ADPP عن

برنامج التصوير الفوتوغرافي الوثائقي العربي هو مبادرة تقدّم الدعم المالي والتقني للمصورين من المنطقة العربية. أطلق البرنامج الصنودوق العربي للثقافة والفنون بالشراكة مع مؤسسة ماغنوم وصندوق الأمير كلاوس بهدف تشجيع الأعمال الجريئة للمصورين العرب الذين يعملون في مختلف أشكال التجريب في السرد.
About the ADPP

The Arab Documentary Photography Program (ADPP) is an initiative that provides support and mentorship to photographers from across the Arab region. The Arab Fund for Arts and Culture in partnership with Magnum Foundation and the Prince Claus Fund established the ADPP to stimulate compelling work by Arab Photographers working across a range of experimental styles of storytelling.
Program Advisors

  
Partnering Institutions
ADPP عن

برنامج التصوير الفوتوغرافي الوثائقي العربي هو مبادرة تقدّم الدعم المالي والتقني للمصورين من المنطقة العربية. أطلق البرنامج الصنودوق العربي للثقافة والفنون بالشراكة مع مؤسسة ماغنوم وصندوق الأمير كلاوس بهدف تشجيع الأعمال الجريئة للمصورين العرب الذين يعملون في مختلف أشكال التجريب في السرد.
مستشارو البرنامج

 

  
المؤسسات الشريكة