جرح دائم
سُميّة عبد الرحمن
A Permanent Wound
Somaya Abdelrahman
جرح دائم
سُميّة عبد الرحمن
A Permanent Wound
Somaya Abdelrahman
Egypt
مصر
“A Permanent Wound” is a personal documentary project about female genital mutilation in Egypt. Although in 2008 a law was enacted criminalising FGM, Egyptians still consider it as one of the most important religious and traditional rituals. The community and specifically the family force their own concepts of rules on girls, believing that it protects the female’s dignity and honour. women and girls who have undergone the process of genital mutilation in Egypt. Thus it attempts to explore myths and misconceptions that justify the continuation of this practice ,I’m a survivor of female genital mutilation. I grew up in a country that is infamous for the highest rate of female genital mutilation in the region. 
 
Assault often is about controlling female sexuality, a tradition to prepare women for marriage, allegedly to purify them for their husbands. Sometimes it's done to girls because it was done previously to their mothers as a rite of passage or a coming of age ritual or even without much of an explanation. FGM is not religious exercise because it happens in christians, muslim and jewish communities, but there is nothing in any of their holy books that teaches it.
 
When I fled Egypt, I was actually running away from pain.In a patriarchal society like Egypt, different forms of violence against women are normalized. There is the violence of genital mutilation, the violence of political prosecution, and the violence of a hostile public space. Throughout my escape journey, women's bodies were recurrent site for the same patriarchal violence.
"جرح دائم" مشروع وثائقي شخصي يتناول ختان الإناث في مصر. وبرغم تجريمه وفق القانون الصادر في العام 2008، لا يزال ختان الإناث واحداً من أهم التقاليد والشعائر الدينية لدى كثير من المصريين. يفرض المجتمع المصري مُمّثلاً بالعائلة على النساء تأويلاته الخاصة لما يصح ولا يصح بزعم حماية العرض والذّود عن الشرف. استناداً إلى روايات من نساء وفتيات خضعن للختان في مصر، يتناول المشروع الخرافات والمفاهيم الخاطئة التي تستخدم لتبرير استمرار هذه الممارسة إلى اليوم.
 عانيت شخصياً من عملية ختان، ونشأت في بلد يُمارس فيه أكبر عددٍ من عمليات الختان بالمنطقة. الاعتداء الجنسي غالباً ما تدفعه الرغبة بالسيطرة على جنسانية الأنثى. والختان كتقليد، يُمارس لإعداد النساء للزواج، بزعم تنقيتهن قبل لقاء أزواجهن. وقد يُمارس الختان في بعض الأحيان على الفتيات لأن أمهاتهن خضعن له كطقس من طقوس البلوغ، حتى دون أن يُشرح لهن الأمر. الختان ليس تقليداً دينياً، إذ أن ممارسته تشمل أيضاً عائلات مسيحية وإسلامية ويهودية، دون أن يكون له ذكر في أيّ من الكتب المقدسة للطوائف الثلاث.
عندما هربت من مصر، كنت في واقع الحال أهرب من الألم. في مجتمع أبوي، كما هو الحال في مصر، تتحوّل أشكالٌ عديدة من العنف ضد النساء إلى ممارسات يومية عادية. سواء أكان ذلك عنف تشويه الأعضاء التناسلية، أو عنف القمع السياسي، أو حتى عنف التواجد في فضاء عام يناهض وجود النساء. إلا أنه خلال رحلة هربي، كانت أجساد من قابلت من النساء محلاً متكرراً لمشاهدة آثار العنف الأبوي ذاته.
 
1 of 38

  

عندما هربت من مصر، كنت في واقع الحال أهرب من الألم. 
في مجتمعٍ أبوي، كما هو الحال في مصر، تتحوّل أشكالٌ عديدة من العنف ضد النساء إلى ممارسات يومية عادية. سواء أكان ذلك عنف تشويه الأعضاء التناسلية، أو عنف القمع السياسي، أو حتى عنف التواجد في فضاءٍ عام يناهض وجود النساء. إلا أنه خلال رحلة هربي، كانت أجساد من قابلت من النساء محلاً متكرراً لمشاهدة آثار العنف الأبوي ذاته.
 
2 of 38

  Sometimes, I have nightmares that I am still in Egypt.

في كوابيسي، أتخيّل أحياناً أنني لازلت في مصر.

3 of 38

  

خريطةٌ مرسومةٌ يدوياً لرحلتي. 
(القاهرة - الخرطوم - تركيا)
 
4 of 38

Self portrait, 2020

بورتريه شخصي، 2020

5 of 38

  

وُلدت في محافظة البحيرة شمالي دلتا النيل، وخضعت للختان في عمر العاشرة. يومها، أخبروني أنه بإمكاني أن أتمنّى ما شئت. كنت أحب مسلسل الرسوم المتحركة "الفتيات الخارقات"، أخبرتني أمّي أنه بإمكاني مشاهدته ذلك اليوم. 
اصطحبوني إلى منزل صديقتي شيماء. حملها والدها وكانت ترتدي فستاناً دون شيءٍ تحته. كان الأمر أشبه بحدثٍ للختان الجماعي. لم تدخل أمي معي إلى الغرفة، ولم تشرح لي شيئاً. كان هناك "طبيب نسائي"، وكنت أرتدي فستاناً وأعطاني "الطبيب" ثلاث أبر، لا أعلم شيئاً مما جرى بعد ذلك. كنت في الصف الثالث أو الرابع حينذاك.
كان الصراخ يملاْ المكان وكانت أمي عاجزةً عن فعل شيء. كانت تشعر أن ثمّة أمرٍ سيء فيما يحدث، إلا أنها أيضاً ارتأت ضرورة حدوثه. أمي أكبر مني بخمسة عشر عاماً، ولم يكن بوسعها أن تعلم غير ذلك. فقد مرّت بالتجربة نفسها من قبلي. 
ولم يكن بوسعها أن تعلم غير ذلك.
 
6 of 38

  

اقتطعوا جزءاً من جسدي. لازال الأمر يسبّب لي المتاعب إلى اليوم. تعاني كثيراتٌ غيري من عواقب أكثر فداحة، على الأقل استعمل "الطبيب" التخدير في حالتي. بعض الفتيات يُضطررن لتحمّل الألم دون تخدير.
أحياناً يساعد الثلج على تحمّل الألم.
 
7 of 38
8 of 38

  

أهدتني جدّتي عقداً بعد الجرح.
هديةٌ من أمي بعمر الخامسة عشرة.
 
9 of 38

In Egypt walls carry the marks of bloody hands to celebrate a blood offering.
In Egypt female bodies carry the marks of bloody hands to celebrate another.
Eid Al-Adha, Cairo

 
في مصر تحمل الجدران آثار كفوفٍ مخضّبة بالدماء احتفالاً بالأضاحي.
في مصر تحمل أجساد النساء آثار كفوفٍ مخضّبة بالدماء احتفالاً بالضحايا.
عيد الأضحى، القاهرة
 
10 of 38

  School girls of Fayyoum.

تلميذاتٌ من الفيوم.

11 of 38

  

الريف أخضر.
وكم من ستارٍ أخضر يخفي تحته الكثير من البؤس.
 
12 of 38

  

دعاء
زرت دعاء في الفيوم. خضعت للختان وهي في الثانية عشرة من العمر. سألت أمها خالتي، وهي مُحَفّظة قرآن، عمّا يجب أن تفعله مع ابنتها. بعد الختان عانت دعاء من المتاعب في كل مرة تذهب فيها إلى الحمام. أخبرتها خالتي بأنها يجب أن تستشير طبيباً مختصاً. وتوسّلت أنا إليها ألا تجبر ابنتها على خوض هذه التجربة الأليمة. "إذا لم نقم بذلك الآن، فستخرج عن عقالها وتضاجع من تشاء في المستقبل." كانت الفتاة واهنةً ونحيفة، وكنت متأكدةً من  أن ذلك لن يمر دون أن يؤذيها. أخبرت ضابط الشرطة الذي ما كان منه إلا أن نهرني واتهمني بسوء الأدب.
علمت لاحقاً أن دعاء قد خُتنت.
يقر القانون المصري بجرمية الإزالة الجزئية أو الكاملة للأعضاء التناسلية دون علّةٍ طبية. إلا أن الأطباء يتذرّعون بأسباب ملفقة لتبرير جرائمهم مدفوعين بأسباب دينية ومادية. 
 
13 of 38
14 of 38

  

غلافٌ يدوي الصنع لهدية مالية بمناسبة "القطع".

15 of 38

  Doa with her little sister.

دعاء وأختها الصغيرة

16 of 38
17 of 38

  

أمل
تبلغ أمل أحد عشر عاماً. اختارت أمها أن تختنها بمساعدة طبيب مختص لا على يد قابلةٍ غير مختصة كما هو شائع.
ترى الأم أن سمعة الختان السيئة تقع على عاتق القابلات، وأن الاستعانة بطبيبٍ محترف ومختص ستؤمن ختاناً صحيحاً وصحياً وآمناً.
لازالت أمل تعاني تبعات التجربة الأليمة التي مرّت بها. فآثارها النفسية والجسدية لا يمكن محوها. 
 
18 of 38
19 of 38
20 of 38

  

كانت صابرين (23 عاماً) طفلةً صغيرة عندما تُوفّي والدها. كانت أمها قلقةً بشأن سمعتها وسمعة بناتها، لذا حرصت على ختانهن جميعاً. عند وصول القابلة، اختبأت صابرين في الحمام. واضطرت عائلتها لاقتحام الحمام لاقتطاع جزءٍ من جسدها عنوةً. تتخيّل صابرين مناقشةً مع والدها المُتوفّى. تخبره عن ثقتها بنفسها التي دُمّرت، وعن إخفاقها المتكرّر في تكليل خطباتها بالزواج، وأنها أصبحت المهندسة التي طالما حلم بها، وأنها لن تفرض هذا الألم على بناتها أبداً. 

21 of 38
22 of 38
23 of 38
24 of 38

  

القابلات
"يعتقد البعض أننا ملائكةٌ نعفّ بناتهم ونطهرهن، ويعتقد البعض الآخر أننا مجرمات. لا أعلم السبب. عملت كقابلةٍ طوال حياتي، أختن البنات الصغار. أي فضيلةٍ أكبر من صون عرض الفتاة وعصمة شرفها؟ ربما لا أعلم الكثير عن التخدير، إلا أن ما أفعله يفي بالغرض، والفتيات يتعافين سريعاً. ختنت بناتي وبنات بناتي، والحمد لله حافظن على شرفهن، وتحسّنت فرصهن في الزواج."
عملت سيّدة كقابلة في الفيوم لسنوات. وتجري عمليات الختان بنفسها وتعتبرها مصدر فخرٍ لا مصدر دخلٍ وحسب. 
 
25 of 38

Saadya and her daughter

سعديه وابنتها

26 of 38

Saadya and her granddaughter who will receive the procedure.

سعديه وحفيددتها قبل إجراء الختان

27 of 38

   

تستعين أغلب الأسر المصرية بقابلات غير مدَرّبات للقيام بالختان على بناتهم. تجري العملية عادةً دون تخدير أو تعقيم، باستخدام المقصات أو السكاكين أو شفرات الحلاقة.

28 of 38

  Fatima, a midwife of Fayyoum

فاطمة، قابلة من الفيوم

29 of 38

   Door to midwife

باب القابلة

30 of 38
 
 
31 of 38

I worked in media, writing articles about forced evictions and displacement. I got a received a summons to go visit a security office. I was terrified. I made the decision to flee to Sudan, by any means necessary.  I had suicidal thoughts for the first time of my life.

كنت أعمل بمجال الإعلام، وكتبت مقالاتٍ عدّة حول قضايا التهجير القسري. تلقيّت على أثرها استدعاءاً من مكتب الأمن الوطني. أصبت بالرعب. قررت الهرب إلى السودان بأي طريقة ممكنة. تواردت إلى ذهني خواطر الانتحار للمرة الأولى في حياتي.
كانت تلك آخر مرة أخطو في حديقة أمّي.
 
32 of 38

  Road to Sudan

الطريق إلى السودان

33 of 38

  

السودان
صادفت الكثير من المتاعب على الطريق. سافرت بوثيقة مرور (ليسيه باسيه) ودفعت 1500 دولار أميركي لقاء الرحلة. مكثت في السودان شهراً واحداً. وصوّرت ثلاث فتياتٍ مررن بتجربة الختان مثلي. أخبرنني أن كل الفتيات في السودان كذلك يُختنّ. 
قريةٌ على مشارف الخرطوم.
 
34 of 38

  

إحدى المهربات بين مصر والسودان، والتي سنسميها هنا "فرح"، أخبرتني أنها أيضاً قد خُتنت وهي صغيرة.
"فرح"
هنا حيث كنت أنام، هو منزلٌ آمن بين الحدود يُستخدم أحياناً كغرفةٍ لختان الصبية والفتيات.
 
35 of 38
36 of 38

  

تمر بعض الفتيات بأسوأ مما حدث لي بكثير. تعرضت ملايين النساء للختان والاغتصاب الزوجي والعنف المنزلي... أستمر في البحث عن أخريات مثلي. لقد نشرت رسالة في منتدى يتحدث اللغة العربية في تركيا. لقد وبّختني امرأة قائلة أنني غير أخلاقية... واتهمتني بالعدائية و بأن رسالتي هي اعتداء على الدين.

37 of 38

  

رسالةٌ إلى أمي من أسطنبول.

38 of 38
Somaya Abdelrahman
Egypt

Somaya Abdelrahman is a documentary photographer and visual artist born in Egypt in 1996. She is curently based in Turkey. Somaya studied GIS and worked as a photojournalist for newspapers and news websites. In 2019, she received the Arab Documentary Photography Program grant. Her work focuses on documenting social issues and human rights.

email
Instagram

سُميّة عبد الرحمن
مصر

سُميّة عبد الرحمن مصوّرةٌ فوتوغرافية وثائقية وفنانةٌ بصرية. وُلدت في مصر في العام 1996 وتعيش وتعمل حالياً من تركيا. درست نظم المعلوماتية الجغرافية وعملت كمصوّرة صحافيّة لعددٍ من الصحف والمواقع الإخبارية. حصلت في العام 2019 على منحة برنامج التصوير الفوتوغرافي الوثائقي العربي. تركّز أعمالها على توثيق القضايا الاجتماعية والحقوقية.

البريد الالكتروني
إنستغرام
Somaya Abdelrahman
Egypt

Somaya Abdelrahman is a documentary photographer and visual artist born in Egypt in 1996. She is curently based in Turkey. Somaya studied GIS and worked as a photojournalist for newspapers and news websites. In 2019, she received the Arab Documentary Photography Program grant. Her work focuses on documenting social issues and human rights.

email
Instagram

سُميّة عبد الرحمن
مصر

سُميّة عبد الرحمن مصوّرةٌ فوتوغرافية وثائقية وفنانةٌ بصرية. وُلدت في مصر في العام 1996 وتعيش وتعمل حالياً من تركيا. درست نظم المعلوماتية الجغرافية وعملت كمصوّرة صحافيّة لعددٍ من الصحف والمواقع الإخبارية. حصلت في العام 2019 على منحة برنامج التصوير الفوتوغرافي الوثائقي العربي. تركّز أعمالها على توثيق القضايا الاجتماعية والحقوقية.

البريد الالكتروني
إنستغرام
About the ADPP

The Arab Documentary Photography Program (ADPP) is an initiative that provides support and mentorship to photographers from across the Arab region. The Arab Fund for Arts and Culture in partnership with Magnum Foundation and the Prince Claus Fund established the ADPP to stimulate compelling work by Arab Photographers working across a range of experimental styles of storytelling.
ADPP عن

برنامج التصوير الفوتوغرافي الوثائقي العربي هو مبادرة تقدّم الدعم المالي والتقني للمصورين من المنطقة العربية. أطلق البرنامج الصنودوق العربي للثقافة والفنون بالشراكة مع مؤسسة ماغنوم وصندوق الأمير كلاوس بهدف تشجيع الأعمال الجريئة للمصورين العرب الذين يعملون في مختلف أشكال التجريب في السرد.
Program Advisors

Susan Meiselas, Program Advisor
Emma Raynes, Advisor
Bertan Selim, Advisor
Jessica Murray, Coordinator
Randa Shaath, Mentor
Eric Gottesman, Mentor
Tanya Habjouqa, Mentor
Peter van Agtmael, Mentor
مستشارو البرنامج

سوزان مايسلاس، الموجهة العامة
إيما راينس، مستشارة
برتان سليم، مستشار
جيسيكا موراي، منسقة ورشات العمل
رندة شعث، موجهة
إريك غوتسمان، موجه
تانيا حبجوقة، موجهة
بيتر فان اغتمايل، موجه

 

 
About the ADPP

The Arab Documentary Photography Program (ADPP) is an initiative that provides support and mentorship to photographers from across the Arab region. The Arab Fund for Arts and Culture in partnership with Magnum Foundation and the Prince Claus Fund established the ADPP to stimulate compelling work by Arab Photographers working across a range of experimental styles of storytelling.
Program Advisors

Susan Meiselas, Program Advisor
Emma Raynes, Advisor
Bertan Selim, Advisor
Jessica Murray, Coordinator
Randa Shaath, Mentor
Eric Gottesman, Mentor
Tanya Habjouqa, Mentor
Peter van Agtmael, Mentor
Partnering Institutions
ADPP عن

برنامج التصوير الفوتوغرافي الوثائقي العربي هو مبادرة تقدّم الدعم المالي والتقني للمصورين من المنطقة العربية. أطلق البرنامج الصنودوق العربي للثقافة والفنون بالشراكة مع مؤسسة ماغنوم وصندوق الأمير كلاوس بهدف تشجيع الأعمال الجريئة للمصورين العرب الذين يعملون في مختلف أشكال التجريب في السرد.
مستشارو البرنامج

سوزان مايسلاس، الموجهة العامة
إيما راينس، مستشارة
برتان سليم، مستشار
جيسيكا موراي، منسقة ورشات العمل
رندة شعث، موجهة
إريك غوتسمان، موجه
تانيا حبجوقة، موجهة
بيتر فان اغتمايل، موجه

 

 
المؤسسات الشريكة